دليل شامل لمناسك العمرة خطوة بخطوة مع شركة الحرمين: كل ما تحتاج معرفته للإحرام والطواف والسعي والتقصير

تاريخ النشر

آخر تحديث

تُعَدّ العمرة من أجمل وأعمق التجارب الروحية التي يمكن أن يعيشها المسلم، حيث تتيح له الفرصة للتقرب إلى الله وطلب المغفرة والرحمة. في هذا الدليل الشامل، سنأخذك في رحلة تفصيلية عبر مناسك العمرة مع شركة الحرمين، بدءًا من لحظة الإحرام وحتى انتهاء السعي والتقصير.

 سنتناول جميع جوانب العمرة، بدءًا من التحضيرات اللازمة ووصولك إلى مكة، وصولاً إلى الطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة. سواء كنت تقوم بأداء العمرة لأول مرة أو ترغب في تحسين تجربتك السابقة، فإن هذا الدليل سيوفر لك كل المعلومات التي تحتاجها لتجعل رحلتك الروحية أكثر سلاسة وعمقًا.


 التحضيرات اللازمة قبل العمرة


قبل الشروع في رحلة العمرة، هناك مجموعة من التحضيرات اللازمة لضمان تجربة مريحة ومقدسة، مثل:

 أولاً: يجب التأكد من الحصول على التأشيرات اللازمة، سواء كانت تأشيرات دخول للبلد أو تأشيرات العمرة، وذلك بالتنسيق مع شركة الحرمين التي يمكن أن تسهل هذه العملية.


ثانيًا: من الضروري إجراء الترتيبات المتعلقة بالسفر، بما في ذلك حجز تذاكر الطيران وترتيب الإقامة في مكة المكرمة. يفضل اختيار فندق قريب من الحرم المكي لتوفير الوقت والجهد في التنقل.


ثالثًا: يجب عليك تجهيز الملابس المناسبة للإحرام، التي تتضمن الإحرام للرجال (المكون من رداءين أبيضين غير مخيطين) والملابس البسيطة والفضفاضة للنساء. تأكد من أن الملابس نظيفة وجاهزة، حيث ستحتاج إلى ارتدائها قبل البدء في المناسك.


رابعًا: من المهم أيضاً تحضير حقيبة صغيرة تحتوي على الأشياء الضرورية مثل كتاب أدعية العمرة، زجاجة ماء، وبعض الوجبات الخفيفة، إلى جانب مستلزمات النظافة الشخصية.


أخيرًا: من الضروري التحضير نفسياً وروحياً؛ فالعمرة ليست مجرد رحلة، بل هي تجربة روحية تتطلب منك أن تكون في حالة من الخشوع والاستعداد للتواصل مع الله. خصص بعض الوقت للدعاء والذكر قبل السفر، وتذكر أن العمرة فرصة لتجديد إيمانك وتقربك إلى الله.



 كيفية الإحرام وأهميته

الإحرام هو المرحلة الأولى والأكثر أهمية في مناسك العمرة، حيث يمثل الانطلاق نحو رحلة روحية مليئة بالتقرب إلى الله. يتمثل الإحرام في نية أداء العمرة، وهو يتطلب من المعتمر أن يتجرد من جميع الملابس المخيطة ويلبس إزارًا ورداءً، ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين.

أما المرأة فتحرم في ملابسها العادية التي ليس فيها زينة ولا شهرة.


عند الوصول إلى الميقات، يجب على المعتمر أن ينوي العمرة بصوتٍ مسموع، ويقول "لبيك عمرة". ثم يلبي بتلبية النبي ﷺ وهي: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" ويكثر من هذه التلبية ومن ذكر الله سبحانه ودعائه حتى يصل إلى البيت "الكعبة".هذه النية القلبية تُعدّ من أهم خطوات الإحرام، بعد النية، يبدأ المعتمر في التوجه إلى مكة المكرمة، مستشعراً روحانية هذه اللحظة.


تكمن أهمية الإحرام في كونه يعكس حالة من السكينة والهدوء النفسي، فهو ليس مجرد ارتداء ملابس خاصة، بل هو شعور بالتجدد والصفاء الروحي. يجسد الإحرام أيضاً مبدأ المساواة بين جميع المسلمين، حيث يتساوى الغني والفقير في هذا الثوب البسيط، مما يعزز روح الأخوة والتآلف بين المسلمين.


في النهاية، يمثل الإحرام بداية تجربة مميزة ومؤثرة في حياة كل معتمر، فهو خطوة مهمة نحو تأدية باقي مناسك العمرة مثل الطواف والسعي، لذا يجب على كل معتمر أن يستعد نفسياً وروحياً لهذه المرحلة.



 خطوات الطواف حول الكعبة

فإذا وصل إلى البيت قطع التلبية ثم قصد الحجر الأسود واستقبله ثم يستلمه بيمينه ويقبله إن تيسر ذلك ولا يؤذي الناس بالمزاحمة، ويقول عند استلامه: "بسم الله والله أكبر" فإن شق عليه التقبيل استلمه بيده أو بعصا أو نحوها وقبل ما استلمه به فإن شق استلامه أشار إليه وقال: " الله أكبر" ولا يقبل ما يشير به.

الطواف حول الكعبة هو أحد أبرز شعائر العمرة، ويتطلب الالتزام ببعض الخطوات والآداب. إليك الخطوات التي يجب اتباعها أثناء الطواف حول الكعبة:


  • النية: قبل البدء بالطواف، يجب أن تنوي في قلبك أن تقوم بالطواف حول الكعبة لأداء العمرة. تعتبر النية من أساسيات العبادة في الإسلام.
  •  الدخول إلى المسجد الحرام : عند دخولك المسجد الحرام، يجب أن تستشعر عظمة المكان وتدخل برغبة خالصة في العبادة. يفضل أن تقول دعاء دخول المسجد.  "بسم الله، اللهم صلِّ وسلِّم على رسول الله، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبوابَ رحمتك" ويُقدِّم رجله اليمنى.
  •   الاستعداد للطواف : بعد دخولك المسجد، توجه إلى الكعبة المشرفة. يجب أن تبدأ الطواف من الحجر الأسود، الذي يُعتبر نقطة البداية. إذا كنت بعيدًا عن الحجر الأسود، يمكنك الإشارة إليه بيدك.


  • بدء الطواف : ويشترط لصحة الطواف أن يكون الطائف على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر؛ لأن الطواف مثل الصلاة غير أنه رخص فيه الكلام. قم بالطواف حول الكعبة سبع مرات عكس اتجاه عقارب الساعة، مع الحرص على أن تكون الكعبة على يسارك في جميع الأوقات. وإذا حاذى الركن اليماني استلمه بيمينه إن تيسر ويقول: "بسم الله والله أكبر" ولا يقبله، فإن شق عليه استلامه تركه ومضى في طوافه ولا يشير إليه ولا يكبر؛ لأن ذلك لم ينقل عن النبي ﷺ.

أما الحجر السود فكلما حاذاه استلمه وقبله كما ذكرنا سابقًا وإلا أشار إليه وكبر. ويستحب الرمل -وهو الإسراع في المشي مع تقارب الخطى- في الثلاثة الأشواط الأولى من طواف القدوم للرجل خاصة.

كما يستحب للرجل أن يضطبع في طواف القدوم في جميع الأشواط، والاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر.


  •   الدعاء والذكر : يستحب الإكثار من الذكر والدعاء بما تيسر في جميع الأشواط.

ليس في الطواف دعاء مخصوص ولا ذكر مخصوص بل يدعو ويذكر الله بما تيسر من الأذكار والأدعية ويقول بين الركنين: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" في كل شوط؛ لأن ذلك ثابت عن النبي ﷺ. يمكنك أن تدعو بما تشاء خلال الطواف، فهذه اللحظات تعتبر من أوقات استجابة الدعاء. يمكنك أيضًا ذكر الله وتلاوة القرآن.


  •  المرور بالحجر الأسود : عند وصولك إلى الحجر الأسود في كل مرة، يُستحب أن تلمسه إن أمكن، أو تشير إليه، مع قول "بسم الله والله أكبر". وإذا كنت في زحمة، يمكنك الاكتفاء بالإشارة.
  •  إكمال السبع أشواط : استمر في الطواف حتى تكمل سبع أشواط، وعند الانتهاء يمكن للطائف ارتداء ردائه فيجعله على كتفيه وطرفيه على صدره.، يمكنه أيضًا القيام بالصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إذا سنحت لك الفرصة.


  • الخروج من الطواف : بعد الانتهاء من الطواف والصلاة، يمكنك الخروج من منطقة الكعبة واستكمال مناسك العمرة الأخرى، مثل السعي بين الصفا والمروة.


تذكر أن هذه اللحظات تحمل معاني عميقة، فكن مخلصاً في عبادتك، واستشعر قربك من الله سبحانه وتعالى. الطواف حول الكعبة هو فرصة للتأمل، والدعاء، والشعور بالسكينة في قلبك.



السعي بين الصفا والمروة

يُعتبر السعي بين الصفا والمروة من أهم مناسك العمرة، تبدأ هذه الشعيرة عند الصفا، الذي يشكل نقطة البداية، حيث يخرج إلى الصفا فيرقاه أو يقف عنده والرقي أفضل إن تيسر ويقرأ قوله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ [البقرة:158].

ويستحب أن يستقبل القبلة ويحمد الله ويكبره ويقول: "لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" ثم يدعو بما تيسر رافعًا يديه ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات.

ثم ينزل فيمشي إلى المروة حتى يصل إلى العلم الأول فيسرع الرجل في المشي إلى أن يصل إلى العلم الثاني.

أما المرأة فلا يشرع لها الإسراع؛ ثم يمشي فيرقى المروة أو يقف عندها والرقي أفضل إن تيسر ويقول ويفعل على المروة كما قال وفعل على الصفا. ثم ينزل فيمشي في موضع مشيه ويسرع في موضع الإسراع حتى يصل إلى الصفا، يفعل ذلك سبع مرات ذهابه شوط ورجوعه شوط، وإن سعى راكبًا فلا حرج ولاسيما عند الحاجة.

ويستحب أن يكثر في سعيه من الذكر والدعاء بما تيسر. وأن يكون متطهرًا من الحدث الأكبر والأصغر ولو سعى على غير طهارة أجزأه ذلك.


 أعمال التقصير والختام

بعد إتمام مناسك العمرة، يأتي الوقت لتقديم الشكر لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة الكبيرة، حيث يُعتبر التقصير هو الخطوة الأخيرة في هذه الرحلة الروحانية. يتضمن التقصير قص الشعر أو تقصيره بمقدار معين، وهو رمز للتواضع والتقرب إلى الله. يمكن للرجال أن يقصوا شعرهم من جميع الاتجاهات، بينما تُفضل النساء قص بعض من شعرهن، عادةً ثلاثة خصلات، كعلامة من علامات الانتهاء من هذه العبادة.


إن التقصير لا يعد مجرد واجب، بل هو لحظة مميزة للشعور بالامتنان والصفاء النفسي. فعند الانتهاء من هذه الخطوة، يشعر المعتمر بالتحول الروحي، حيث يُعتبر قد أتم العمرة وحقق الهدف من هذه الرحلة المباركة.


بعد ذلك، يمكن للمعتمر أن يختتم رحلته بأداء صلاة ركعتين في المسجد الحرام، خلف مقام إبراهيم أو في أي مكان آخر من المسجد. تُعتبر هذه الصلاة بمثابة شكر لله على إتمام المناسك، وتعزز من الروحانية والهدوء النفسي.


 نصائح لتعزيز تجربتك الروحية أثناء العمرة


تعتبر العمرة فرصةً رائعة لتعزيز تجربتك الروحية والتواصل العميق مع الله. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في تحقيق أقصى استفادة من هذه الرحلة الروحية:


  •  النية الصادقة : قبل أن تبدأ مناسك العمرة، تأكد من أنك تضع نية صادقة في قلبك. اجعلها خالصة لله، فهذا يساعدك على التركيز والاستفادة القصوى من العبادة.


  • الطواف بتركيز: أثناء الطواف حول الكعبة، حاول أن تتأمل في معاني الحج والعمرة، واستشعر قدسية هذا المكان. يمكنك ترديد الأدعية والأذكار التي تعبر عن رغباتك وأمنياتك.
  •  السعي بتفكر : السعي بين الصفا والمروة ليس مجرد حركة، بل هو عبادة تعكس صبر هاجر. حاول أن تستحضر روح القصة وتفكر في معانيها وأهميتها في حياتك.


  •   الاستفادة من الوقت: خصص وقتًا للدعاء وقراءة القرآن خلال رحلتك. يمكنك أيضًا تسجيل ملاحظات عن مشاعرك وتجاربك الروحية في دفتر خاص، مما سيساعدك على تذكر هذه اللحظات بعد العودة.


  • التواصل مع الآخرين: حاول بناء علاقات مع المعتمرين الآخرين. تبادل الأفكار والخبرات يمكن أن يعزز من تجربتك الروحية ويخلق جوًا من الإخاء والمودة.


  •  السكون والتأمل: خصص بعض الوقت للجلوس في أماكن هادئة حول الحرم، والتأمل في عظمة الله. هذه اللحظات من السكون تساعدك على التركيز والاستغراق في العبادات.


  •  استشعار الفرح والامتنان:  أثناء تأدية المناسك، تذكر أن العمرة هدية من الله. استشعر الفرح والامتنان لكونك في هذا المكان المقدس، واغتنم الفرصة لتجديد إيمانك.


مع الالتزام بهذه النصائح، يمكنك تعزيز تجربتك الروحية أثناء العمرة، مما يجعلها رحلة لا تُنسى تترك أثرًا دائمًا في قلبك.